بسم الله الرحمان الرحيم و إيّاه نستعين
«و بشّر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنّا لله و إنّا إليه راجعون»
🔶 بقلوب يعتصرها الحزن و الألم الشديدان وصلنا نبأ مجزرة بشعة اقترفها الاستكبار العالمي و علی رأسه الأميركان بيد عملاءهم الصهاينة في الضاحية الجنوبيّة ببيروت، عاصمة لبنان العزّ و الصمود، و استشهد في هذه الحادثة الموجعة المجاهد الخالد و الرمز القائد و العبد الصالح المطيع لله و لرسوله و لصاحب العصر و نائبه في هذا الزمان، سماحة العلّامة الفهّامة السيّد حسن نصر الله و كوكبة زاهرة من رفاقه القياديّين و المجاهدين الأبرار و جمع غفير من المؤمنين و المدنيّين الأبرياء، تغمّدهم الله تعالی برحمته و رضوانه، و أسكنهم فسيح جنانه، و حشرهم مع أوليائه في أعلی علّيّين، و ألهم أهلهم و ذويهم و محبّيهم و المجاهدين في محور المقاومة الصبر و السلوان.

🔶 إنّ الأمين الشهيد، السيّد حسن نصر الله الذي قلّ نظراءه في تاريخ الشعوب، كان رائد المقاومين الشرفاء و فخر المجاهدين العظماء في لبنان و في أرض الشام علی مرّ التاريخ علی الإطلاق.
سيّد شهداء المقاومة، كان قائداً عظيماً حكيماً شجاعاً، صادقاً في نيّته، مخلصاً في عمله، زاهداً بمنصبه، صاحباً للنفس الزكيّة، فهو مضی علی ما مضی عليه البدريّون و العاشورائيّون و الذين بذلوا الغالي و النفيس في طريق الحقّ و العدالة و الحرّية، و تخرّج من المدرسة الحسينيّة بفوز و نجاح، و في نهاية المطاف نال ما تمنّی من الاستشهاد في سبيل الله و علی طريق القدس، و هو و من استشهد معه «أحياءٌ عند ربّهِم یُرزَقون، فَرِحينَ بما آتاهُمُ اللهُ مِن فَضلِهِ و يَستبشِرونَ بالذين لَم يَلحَقوا بِهِم مِن خَلفِهِم ألّا خَوفٌ عليهم و لا هُم يَحزَنونَ، يَستبشرونَ بِنِعمَةٍ مِنَ اللهِ و فضلٍ و أنّ اللهَ لايُضيعُ أجرَ المؤمنينَ»؛ فطوبی لهم و حُسن مآب.
🔶 و نحن علی ثقة و طمأنينة تامّة بأنّ استشهاد هذا القائد الكبير لايكون نهاية نصر الله، بل هو بإذن الله عزّ و جلّ، بداية انتصارات إلهيّة عظيمة للشعب اللبنانيّ و الفلسطينيّ المظلوم و للأمّة الإسلاميّة جمعاء. فبهذا الإيمان الراسخ و الرجاء الواثق، نتوجّه إلی الله تبارك و تعالی و ندعوه و نسأله بقلوب منكسرة و عيون باكية و نقول له بأصوات حزينة: إلهنا و مولانا! لو أنّ تعجيل سقوط إسرائيل و إزالة هذه الغدّة السرطانيّة و استئصالها و تحرير القدس الشريف كان مرهوناً بقربان عظيم و دم غال جدّاً فباستشهاد هذا السيّد الأقدس و الشهداء السعداء معه، فاجعل تطهير الوجود من دنس الوحوش الصهاينة و حلفاءهم المشؤومة و من يدعمهم و يساندهم أمراً عاجلاً سريعاً قريباً كلمح البصر أو هو أقرب، و عجّل اللهمّ في ظهور وليّ أمرك المنتظر إمامنا المفدّی الحجّة بن الحسن المهدي (عج)، بفضلك و منّك يا أكرم الأكرمين و يا أرحم الراحمين.
أقلّ الداعين – محمّد حسين ملكزاده
الحوزة العلميّة المقدّسة